بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة النقابيون وممثلي المهن المحترمين،
تحية الحق والعروبة وبعد،
الموضوع: الدعوة لتشكيل جبهة عربية من النقابيين ضد التطبيع بكافة أشكاله...
نظراؤنا النقباء والمهنيين في الدول العربية لا يخفى عليكم ما آلت إليه أحوال الأمة العربية من توجهات نحو التطبيع مع العدو ما دفعنا لمخاطبتكم للدعوة إلى ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمقاومة التطبيع من خلال تعزيز وعي الشعوب العربية بمخاطر التطبيع مع العدو والذي يعني بكل بساطة استباحته للأراضي العربية والسيطرة على مقدراتها والعبث بأمنها ...
كون أنه في ظل هرولة عدد من الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو وإقامة علاقات رسمية معه وكان آخرها النظام البحريني المهترئ، هذه الأنظمة التي ارتضت لنفسها أن تشارك العدو احتلاله للأرض الفلسطينية ولحصاره وقتله لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل علني لم يسبق له مثيل دون أدنى اعتبار لشعور الملايين من ابناء الأمة العربية والاسلامية ومن ضمنهم مواطني هذه الدول التي كانت وما زالت تعتبر العدو بأنه احتلال مجرم لا يجوز التعايش والتعامل معه بأي شكل من الأشكال، وعليه فإن المطلوب منا اليوم كنقابيون ونقابات مهنية أن ندرك جيداً الدور الطليعي لنا في مواجهة هذا الخطر الداهم وأن نجعل من مؤهلاتنا وقدراتنا الفكرية جداراً صلباً يتصدى لكافة مشاريع التسوية مع العدو السرية منها والعلنية، لنكون خير مدافعين عن الاوطان ونفضح كل الأنظمة والأبواق التي تطوع نفسها خدمةً للعدو واهدافه وذلك حفاظاً على الوعي الشعبي العربي الذي كان وما زال صمام الأمان ويمثل العمود الفقري لجيل المواجهة هذا الجيل الذي يسعى العدو اليوم عبثاً لكسره وهزيمته ... وهي الغاية الأساسية الرامية لإسقاط الهوية العربية وتفتيت كيانها.
زملاؤنا النقابيون في الوطن العربي:
مهمتنا اليوم أن نطلق النيران من أقلامنا على كافة الأنظمة المطبعة لننير للشعوب رؤية الخطر المحدق وتداعياته على الأمة . اليوم هو زمن الكلمة الشجاعة الوفية لفلسطين، لنؤكد أن هذه الأنظمة لا تمثل شعوبها وانها بتطبيعها مع العدو كشفت عن سوأتها كأنظمة في التعامل مع الاحتلال مما يؤكد أن هذه المرحلة هي مرحلة اصطفاف حقيقي في التمييز ما بين معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء.
المطلوب من كافة النقابات المهنية توحيد مواقفها تجاه هذه الأنظمة المطبعة عبر مقاطعتها دون تمييز أو تناقض تحت أي دعوى أو مسمى، وضرورة الالتفاف حول آليات فكرية وثقافية لمجابهة الخطر القادم من وراء هذا التطبيع
ومجابهة تلك الأنظمة التي زرعت وتجذرت في المنطقة العربية بدعم أمريكي صهيوني يهدف بشكل أساسي إلى طعن فلسطين في ظهرها وإلى مصادرة مقدرات الأمة وتقديمها على طبق من ذهب لسيدهم العبري والأمريكي.
زملانا الأفاضل لكل منا دوره على الصعيد الذي يمثله ويؤثر فيه نحو رفض التطبيع ومجابهة أدواته على كافة الصعد.
وأخيراً نؤكد على ضرورة وحدة الصف النقابي العربي في مواجهة العدو وأدواته، على طريق التحرير والبناء.
معاً وسوياً لبناء اتحاد نقابي عربي يكون بمثابة جبهة تصدي للتطبيع مع العدو.
وحرر في 26/ محرم/ 1442ه الموافق 14/9/2020 م
نقيب المحامين الشرعيين الفلسطينيين
أ. أيمن فايق أبو عيشة